فلسفة إلهام.. لماذا سلكنا الطريق الأصعب؟
تقديم تجربة تعليمية جاذبة وفعالة أمر معقد، وقد يستلزم تجميع أكبر قدر ممكن من العناصر الضرورية لإكمال صورة التجربة المتكاملة التي ينتج عنها أكبر أثر معرفي ممكن وتحقق الأهداف التدريبية المأمولة.
زادت المهمة تعقيدًا في عصر المشتتات، عصر اجتاحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي عالمنا وأصبحت السرعة عنوان كل شيء.. صار التركيز عملة نادرة، ومدى الانتباه انحدر لأقل معدل له بالسنوات الأخيرة، وذاكرة الإنسان أصبحت تنافس ذاكرة السمكة على اقتناص مكانها في المثل الشهير الذي يُضرب في الذاكرة الضعيفة.
في وسطٍ استثنائي مثل هذا أصبحت مهمة الاستحواذ على ذهن وتركيز المتدرب تتطلب تجربة استثنائية مُصممة بعناية لتعمل كمقاوم للتشتت ومضاد للشرود ومانع للملل، والطريق لتلك التجربة -التي قررنا أن نسلكه- مليء بالتحديات والصعوبات المتوقعة وغير المتوقعة، ولكننا قبلنا ذلك وارتضيناه كضريبة عن تقديم أطروحة مختلفة عن معظم الأطروحات الأخرى، التي غالبًا ما تأتي منزوعة بعض الجوانب وتستلزم بعض التضحيات، ولكن كانت تلك التجربة تستحق، لماذا تستحق؟ لقد سألت عن عظيم.. دعني أوضح لك الآثار المأمولة في هذا الطريق الصعب
في دراسة بحثية نُشرت عام 2020 لاحظ الباحثون أن التلعبة (Gamification) تُحسن أداء المتدرب بنسبة تصل 89.45% مقارنةً بالطريقة التقليدية، وتزيد من تحفيزه وتعزز المخرجات والمحصلات التعليمية
وفي دراسة بحثية أخرى تم إجرائها في نفس العام أوضحت أن تضمين التلعبة داخل عملية التعلم يزيد من تفاعل المتدربين مع التجربة التعليمية بشكل مماثل لما تخلفه اللعبة الحقيقة من تفاعل وانخراط بينها وبين المستخدم
وأظهرت الدراسة أن هناك تغير إيجابي كبير في أداء وسلوكيات الطلاب غير المنسجمين وغير المنفتحين الذين يتسمون بالإنطوائية عقب استخدامهم لنسخة من النظام التعليمي مدعومة بعناصر التلعبة
كما لاحظت نفس الدراسة أن هناك عناصر محددة من عناصر منظومة التلعبة لها تأثير إيجابي أقوى على الشخصيات الإنطوائية، وتم ذكر"جداول المتصدرين" تحديدًا كعنصر شديد التأثير الإيجابي بهم
هذه الأبحاث والدراسات وغيرها الكثير قد تمثل تفسيرًا لدوافعنا نحو توجيه الكثير من المجهودات لتطوير وتعزيز عناصر منظومة التلعبة المختلفة، مثل:
الشهادات
الأوسمة
منظومة النقاط
مكون التحدي
هذا عن التلعبة، ماذا عن التعلم الاجتماعي؟
أشارت دراسة لباحثين بريطانيين بعنوان :
Influence of social learning on the completion rate of massive online open courses
إلى أن التعلم الاجتماعي والسلوك التشاركي الصادر من المتدرب بداخل التجربة التعليمية يقترن معه ارتفاع ضخم في نسب إكمال البرامج التدريبية، حيث لاحظ الباحثون أن احتمالية إكمال التجربة التعليمية في وسط التعلم الاجتماعي تصل إلى ضعف النسبة مقارنةً بوسط تقليدي منزوع التشاركية
لذا كلما ضمنت إلزام المتدرب بممارسة سلوكيات تشاركية في وسط تعلم اجتماعي، كلما زادت احتمالية إكماله لبرنامجه التدريبي
يعتمد المجتمع التعليمي على فكرة الأسئلة التفاعلية المفتوحة، والتي تكون غير مُقيدة للمتدرب بخيارات أو إجابات محددة، فبإمكانه إطلاق العنان لخياله وأفكاره و إجاباته الإبداعية، فضلًا عن تصفحه لبقية إجابات أقرانه والتفاعل معها، وبذلك يقود المتدرب تجربته التعليمية بنفسه، بشكلٍ أكثر استقلالية، وفي مشهد يأخذ به مساحة ودور أوسع من المشاهد التعليمية التقليدية التي تعتمد على التلقين بدون مشاركة وبدون مساحة.
وبشكل أكثر تحديدًا يمكننا الإشارة إلى أهمية الأسئلة التفاعلية المفتوحة (Open-Ended questions) والتي أشارت كذلك بعض الأبحاث إلى أنها تزيد من القدرة على الاستحواذ على اهتمام وانتباه المتعلمين وتحفيزهم على المشاركة داخل تجربة التعلم
يمكنك توظيف مفهوم التلعبة داخل مفهوم التعلم الاجتماعي لمضاعفة الأثر والحصول على أفضل نتائج منهما من خلال وسامي البلاغة والتعبير، واللذان موجهين لمكافئة المتدرب الذي يُظهر سلوكًا اجتماعيًا
يظهر هنا أيضًا سؤال في غاية الأهمية، لماذا تعلم "تفاعلي" لماذا سلكنا هذا الطريق؟ لماذا لا نعتمد فقط على الفيديوهات والمستندات وملفات البي دي إف والمحتويات الأخرى التقليدية؟
في دراسة تم استخدام بها أدوات تعلم تفاعلية لمقارنة النتائج بآليات التعلم التقليدية، أظهرت النتائج تحسن أداء 92% من الطلاب، منهم حوالي 76% كان هناك تأثير إيجابي كبير وملحوظ على معدلاتهم
المكونات التفاعلية هي قوالب محتوى تعليمي قابلة للتخصيص، صُممت لاستقبال محتويات معرفية ذات هيكلة لغوية مختلفة؛ وتم تضمين بداخلها تجربة استخدام تفاعلية تضمن تفاعل المتدرب مع المحتوى التعليمي كشرط لإظهار المعلومة للتأكد من حضور ذهنه وإبقاءه نشطًا ومنتبهًا طوال الوقت، بمجرد إضافة محطة يمكنك انتقاء المكون المناسب لطبيعة المحتوى المُراد تضمينه بتلك المحطة، ليقوم هذا المكون بإيصال المحتوى بطريقة تفاعلية
تنقسم المكونات التفاعلية في إلهام إلى تصنيفاتٍ عدة:
مكونات عرض
مكونات اختبارية
مكونات تكاملية
مكونات خارجية
مكونات أساسية
هيكلة المحتوى في إلهام: لماذا يتم تقسيم المحتوى التعليمي إلى مساقات وكل مساق إلى رحلات وكل رحلة إلى محطة وكل محطة بداخلها مكون وكل مكون بداخله عدة عناصر تحوي بداخلها المحتويات المعرفية؟
أشارت دراسة من جامعة هارفارد أن تقسيم المسار التعليمي إلى محطات صغيرة يقوم بتحفيز المتدربين بشكل غير مباشر على الإستمرار، وهو ما نقوم بتطبيقه في إلهام من خلال تقسيم المساق إلى رحلات والرحلات إلى محطات