أساسيات تصميم المحتوى التعليمي للمنظّمات
نسعى لاكتساب المعرفة لنغيّر مساراتنا، سواء في الجانب المهني أو الشخصي. التعليم جزء لا يتجزأ من رحلة الحياة، وكما تسير هذه الرحلة بخطوط غير مستقيمة، فإن مسار تعلمنا يشبه الأمواج المتقلبة، متنوعاً ومتغيراً بلا اتجاه ثابت.
نادراً ما تتبع محاولات التعلم واكتساب المعرفة مساراً مستقيماً، فطرق التعلم تختلف بشكل كبير من شخص لآخر بناءً على قدراتهم وتفضيلاتهم. وهنا تأتي أهمية الرحلات التعليمية كركن أساسي في تصميم المحتوى التعليمي، لضمان تلبية احتياجات المتعلمين المتنوعة وتحقيق أفضل النتائج.
باستخدام الرحلات التعليمية يمكن تصميم مساقات تعليمية مخصصة تلبي الاحتياجات الفريدة لكل متعلم، وتأخذ في الاعتبار المسارات غير المتوقعة التي قد يسلكونها لإتقان موضوع معين.
وفي هذه التدوينة سنجيب على السؤال الذي يتكرر دائماً: كيف يمكننا تصميم الرحلات التعليمية ودمجها مع المحتوى التدريبي للمنظّمة؟
أولاً: كيف يمكنك دمج الرحلات التعليمية مع خطة تدريب المنظّمة؟
يمكن للمصمم التعليمي دمج الرحلات التعليمية على 3 مراحل:
- قم بتقييم مستويات المهارات الحالية للموظفين بناءً على معايير الكفاءة الخاص بالمنظّمة. تحديد الفجوات الأساسية في المهارات القيادية والتقنية هو الخطوة الأولى نحو تشخيص دقيق وفعّال والذي يترتب عليه بناء رحلات تعليمية تحقق الهدف المطلوب.
- بناء منصة تعليمية مخصصة للمنظمة تُتيح تحديث وتصميم الرحلات التعليمية بشكل مستمر. هناك منتجات تعليم إلكتروني محلية يمكنك الإعتماد عليها بالكامل لتصميم رحلات تعليمية تفاعلية مبنية على أحدث النظريات والأساليب التعليمية مثل التعلم التكيفي، التعلم التفاعلي، والتلُعبة.
- تابع أداء الرحلة التعليمية من خلال مراقبة معدلات الإكمال والاستفادة. توفر بعض المنصات تقارير دقيقة ومفصلة حول أداء كل متعلم في كل رحلة تعليمية، مما يتيح لك تقييم كفاءة المحتوى التعليمي وتحديد احتياجات التدريب المستقبلية بدقة.
تذكر: تجارب التهيئة التي تحقق هدفها تربط الموظف الجديد بسرعة وكفاءة بتلك العوامل: الأشخاص والمعرفة والبرامج التي سيحتاجون إليها للقيام بوظائفهم يوميًا.
ثانياً: كيف يمكنك تصميم محتوى الرحلات التعليمية
- قم ببناء عقلية إيجابية حول التعلم والتطوير المستمر
قبل البدء في تصميم الرحلات التعليمية، يجب عليك كمصمم تعليمي ضمان إيمان الموظفين بأهمية التعلم. إذا لم تتمكن المنظمة من جعل التعلم قيمة أساسية يؤمن بها الموظفون، سيكون من الصعب تحقيق فائدة حقيقية من التدريب تسهم في نمو المنظمة ككل.
لبناء ثقافة تعلم مستمرة داخل المنظمات. إليك 5 خطوات عملية
- ما يحفز المتعلمين البالغين بشكل جوهري على إتمام المحتوى التعليمي هو إبراز الفوائد التي تعود عليهم وتتفق مع دوافعهم المهنية والشخصية. مثل تحسين نوعية حياتهم، وتطوير ذواتهم، وزيادة ثقتهم بأنفسهم، والاعتزاز بجودة عملهم. لذلك، يجب على مصممي المحتوى التعليمي التخطيط لرحلة تعليمية متكاملة تتماشى مع هذه الدوافع.
- استخدم أسلوب التلُعبة، والواقع الافتراضي المعزز، والتعلم القائم على الاحتمالات. لقد تم إثبات فعالية هذه الأساليب ودورها في زيادة معدلات الإكمال مقارنة مع أساليب التعلم التقليدية الأخرى. هذا النمط من التعليم لديه احتمالية أكبر لتحقيق نتائج ناجحة. توفر منصات تجربة التعلم هذه الخصائص؛ كل ما تحتاجه هو كتابة المحتوى وعرضه بطرق تفاعلية تجذب الموظفين وتحفزهم.
- دمج أساليب التعلم التكيفيّ والتعلم المتزامن. التعلم التكيفيّ يتناسب مع احتياجات كل متعلم وخلفيته، مع مراعاة الاختلافات الفردية. على سبيل المثال، إذا كان أداء المتعلم غير مرضٍ خلال رحلة تعليمية محددة، يتم إعادة توجيهه إلى رحلة أو مسار آخر قبل نقله إلى مستوى متقدم، مما يضمن استفادته الكاملة من المحتوى.
على الجانب الآخر، يضمن التعلم المتزامن التطبيق العملي للمعرفة المكتسبة. فأفضل طريقة للاستفادة الكاملة من المحتوى التدريبي هي تطبيقه على أرض الواقع.
تواجه تحدي في تحقيق عائد على الاستثمار في تدريب الموظفين؟
تحديث إلى فريق إلهام للتعرف على حلول مفصلة تناسبك احتياجات منظّمتك