التعلم النشط.. ما هو؟ وكيف يمكنك تطبيقه عبر إلهام؟
قل لي وقد أتذكر، أرني وسوف أنسى، أشركني وسوف أفهم، ولكن ما المقصود بالمشاركة؟ وكيف نعمل على توظيفها داخل التجربة التعليمية؟ هذا ما سوف نستعرضه اليوم من خلال هذا المقال.
قل لي وقد أتذكر، أرني وسوف أنسى، أشركني وسوف أفهم، ولكن ما المقصود بالمشاركة؟ وكيف نعمل على توظيفها داخل التجربة التعليمية؟ هذا ما سوف نستعرضه اليوم من خلال هذا المقال.
ما هو التعلم النشط؟
التعلم النشط هو وضع المتعلم في مركزية العملية التعليمية؛ حيث يقوم بالتركيز على كيفية التعلم وليس فقط المادة العلمية، يتم تشجيع المتعلمين على التفكير بصورة نقدية وتحليل المواقف بدلًا من استقبال المعلومات من المحاضر بـ التلقين.
قد أظهرت لنا الأبحاث أنه ليس من الممكن أن يتم نقل المعرفة إلى المتعلمين بمجرد إخبارهم بما يجب عليهم معرفته، بدلًا من ذلك يحتاج المدربين إلى التأكد من تحفيز قدرة المتعلمين على التفكير. خلال التعلم النشط يلعب المتعلم دور محوري في عملية تعليمه، لأنه يبني المعلومات في تسلسل ويتم تكوين الإدراك استجابةً للتحديات التي يضعه فيها المدرب.
يمكن تعريف التعلم النشط كذلك بأنه عملية التعلم التي يكون فيها المتعلمين مشاركين وليسوا مُتلقين؛ مع توجيه تركيز المتعلمين على المحتوى التعليمي نفسه وليس المدرب أو المصمم التعليمي، بالإضافة إلى تنفيذ بعض المهام داخل التجربة التعليمية التي تتحدى قدراتهم العقلية وتجعلهم يفكرون و يتطورون ويطبقون ما تعلموه.
في نهاية البرنامج التدريبي، يُقاس التعلم بما تبقى في ذهن المتعلمين واستقر، وليس ما تلقوه عن طريق المدرب أو المصمم التعليمي.
ما وراء التعلم النشط، النظريات التعليمية
النظرية البنائية
النظرية البنائية تؤكد حقيقة أن المتعلم يؤسس أو يبني فهمه الخاص بنفسه، المتعلمون يطورون معلوماتهم المتواجدة من خلال الفعل والفهم لكي يحققوا فهم أعمق للمعلومات، هذا يعني أن المتعلمين يكونوا أكثر قابلية لتحليل وتقييم وفهم الأفكار.
المدربون والمصممون التعليميون الماهرون يستطيعوا أن يجعلوا هذه المستويات العميقة من الفهم ممكنة أكثر، عن طريق توفير تجربة تعليمية فعالة مليئة بالتفاعلات والمهام التي تعزز عملية التعلم العميق.
تقول أيضا النظرية البنائية أن التعلم يحدث في الأصل عن طريق التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
طور العالم Lev Vygotsky فكرة نطاق التنمية التقريبية - Proximal Development. هذا النطاق يقع بين ماذا يستطيع المتعلم فعله منفردًا وماذا يستطيع المتعلم تحقيقه، مع توجيهات مدربه الخبير أو مقدم التجربة التعليمية.
يركز المدربون الماهرون على الأنشطة التعليمية في هذا النطاق، يدعمون عملية التعلم عن طريق توفير الإرشاد والوعي الذي يتحدى المتدربين بناءً على قدراتهم الحالية، هذا يساعد المتدربين في تطوير عملية الفهم على مراحل.
التعلم يجب أن يكون ذو صلة وفي إطار ذو معنى (هادف)
هذه الفكرة تم تطويرها بواسطة العالم Jcan Jacavy، حيث يعتقد أنه لكي تؤثر على عدد ضخم من المدربين يجب أن يكون عملية التعلم دائما ذات سياق متصل ولها معنى حقيقي وتطبيقي، هذه الفكرة تُسلط الضوء على أننا نتعلم بأفضل طريقة ممكنة عندما نستطيع أن نرى مدى أهمية الشيء الذي نتعلمه وأن نربط هذا بالعالم الحقيقي.
التعلم هو التطور
التجارب التعليمية في العموم يجب أن تكون مناسبة لمستوى تطور الموظفين، البعض من هذا النوع مرتبط بالدرجة الوظيفية، والبعض الآخر مرتبط بالعمر أو التطور، ولكن ليس بالضرورة في العديد من الأحيان أن تكون الدرجة الوظيفية متماشية مع العمر ومقدار تطور الموظف، هناك موظفين نراهم بكثرة يسبقون مديرهم في التطور، ولكنهم أصغر سنًا، وهنالك مديرين يمتلكون درجة وظيفية رفيعة، ولكن ليسوا على القدر الكافي من التطور والإلمام بتطورات العصر، لذلك يجب وضع هذه الاختلافات في الاعتبار عند تصميم التجربة التعليمية.
ما هي مميزات التعلم النشط؟
· التعلم النشط يساعد المتدربين أن يصبحوا متعلمين مدى الحياة
التعلم النشط هو غير مرتبط فقط بالمحتوى التدريبي، ولكن هو مرتبط أيضًا بعملية التعلم نفسها، التعلم النشط يطور قدرة المتدربين على الاستقلالية المعرفية والتعلم، كذلك يعطي المتدربين نسبة مشاركة أكبر و تحكم في العملية التعليمية بصورة أعم وأشمل، هذا يعني أنه من السهل على المتدربين أن يستكملوا التعلم حتى بعد الانتهاء من البرنامج التدريبي، أو بعد حصولهم على درجة وظيفية ما.
التعلم النشط يساعد على النجاح
دعنا نأخذ مثالاً : كامبريدج لا يختبروا مجرد قدرة المتدرب على استدعاء المعلومات، ولكن يعتمدون على قياس قدرة المتدرب على الفهم من أجل تحليل المواضيع المعرفية وتكوينها، لذلك يتم تدريس هذه البرامج التعليمية بأفضل طريقة ممكنة من خلال التعلم النشط؛ هذا يساعد المتدربين على تحقيق أعلى الدرجات بعد قياس كم هائل من المعرفة والمهارات التي تم تطويرها مسبقًا.
وذلك بفضل التعلم النشط الذي يشجع المتدربين على اتخاذ موضع محوري أثناء التجربة التعليمية.
التعلم النشط ممتع ومُثير فكريًا
على عكس طرق التعلم التقليدية التي تعتمد على التلقين وعدم مشاركة وانخراط المتدرب في التجربة التعليمية، فإن التعلم النشط يعتمد على الإقحام المستمر للمتدرب داخل إطار التجربة التعليمية، وبذلك يتم القضاء على أي ملل ويتم تعزيز معدلات الاستمتاع والمشاركة.
بعض المفاهيم الخاطئة عن التعلم النشط
التعلم النشط يتكون من تنفيذ نشاط معين فقط!
التعلم النشط يهتم بتشجيع المتدربين على المشاركة والتفاعل في الأنشطة المختلفة أثناء التجربة التعليمية، وأن ينصب تركيزهم على الهدف التعليمي أكثر من تأدية المهام المطلوبة نفسها. على سبيل المثال وليس الحصر: الكثير من الأشخاص يعتقدون أن بمجرد قيام مجموعة صغيرة بأداء نشاط معين هذا يعني أن هذه المهمة تندرج تحت مظلة التعلم النشط، هذا غير صحيح، لأن ما يحدد ما إذا كان هذا النشاط يندرج تحت مظلة التعلم النشط أم لا هو المصمم التعليمي نفسه وطريقة تحضيره لهذا النشاط وآلية تنفيذه.
المصمم التعليمي الماهر قد يطرح على نفسه بعض الأسئلة، مثل:
أثناء التصميم التعليمي للأسئلة التفاعلية، هل أستخدم اسئلة نهايتها مفتوحة لكي يطلق العنان لتفكير المتدربين؟
أثناء تنفيذ مهمة جماعية، هل المتدربين يعرفون ماهية الأهداف التعليمية المرجوة؟
أثناء الجلسات الإرشادية، هل يمتلك المتدربين الموارد اللازمة لدعم عملية التعلم؟
من خلال تلك الأسئلة يستطيع المصمم التعليمي تقييم حالة التعلم النشط داخل برنامجه التدريبي
التعلم النشط هو نفسه التعلم القائم على البحث
التعلم القائم على البحث يُعرف أيضا بالتعلم القائم على حل المشكلات. في التعلم القائم على البحث، يقوم المتدربون بتصفح العديد من الأسئلة، في بعض الأحيان تكون هذه الاسئلة مُختارة من قبل المصمم التعليمي، وفي بعض الاحيان الأخرى يتم اختيارها بواسطة المتدرب نفسه، ويجيب عنها بشكلٍ مستقل ومفتوح.
هذا الأسلوب من أفضل الأساليب المتبعة في تنفيذ التعلم النشط ومع ذلك، فهو مجرد طريقة من طرق تنفيذ نظرية التعلم النشط، وليس هو ذاته.
لذلك عند اختيارك لهذه الطريقة اطرح على نفسك السؤال التالي: هل التعلم القائم على البحث هي أكثر طريقة فعالة للمتدربين لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه التجربة التعليمية؟
التعلم النشط يعني إزالة أي تأثير من المدرب على المتدربين داخل التجربة التعليمية
التعلم النشط لا يعني اطلاقا تهميش دور المدرب أو المصمم التعليمي أو اخصائي التعليم والتطوير، المدرب مازال هو الموجه لعملية التعلم، ولكن التخطيط الماهر للتجربة التعليمية هو بيت القصيد. على سبيل المثال: أنت تحتاج أن تضع في عين الاعتبار ماذا سوف يتعلم المتدربين من هذا البرنامج التدريبي؟ وما الموارد التي سوف يحتاجها المتدربين وكيف سوف تقوم بتقييم أداء المتدربين؟
التعلم النشط يعني تغييرًا كاملاً في أسلوب التدريس وهيكلة التجربة التعليمية
التعلم النشط لا يعني بالضرورة التغيير الكامل في طريقة التدريس التقليدية، ولكن يجب أن تفكر كيف يمكن لمتدربيك التعلم من خلال كل نشاط مختلف وتوظيف كل محطة معرفية داخل التجربة التعليمية لخدمة الأهداف المعرفية بطريقة تفاعلية ونشطة وممتعة. من حينٍ لآخر، من الممكن أن تحتاج إلى تصميم نشاط معرفي بشكل كامل أو تغيير جذري في هيكلة التعلم التقليدية، ومع ذلك، التغييرات التي سوف تحتاجها سوف تكون غالبا صغيرة، من الممكن أن تكون بالفعل تقوم بتطبيق نظرية التعلم النشط، ولكنك لم تكن تعرف.
كيف تساعدك إلهام في تطبيق التعلم النشط داخل أكاديميتك الرقمية؟
المكونات التفاعلية، البيئة الخصبة للتعلم النشط..
تعتبر المكونات التفاعلية ركيزة أساسية من ركائز التعلم النشط، ومن مدعمات عملية تطبيق وتنفيذ استراتيجات التعلم النشط داخل الأكاديمية، فالفكرة التي تقوم عليها المكونات التفاعلية داخل منتج إلهام هي إقحام المتدرب داخل التجربة التعليمية طوال الوقت وتجنب ارتداءه عباءة المتلقي الساكن، التي تجعله أكثر عرضة للملل والتشتت وانعدام القدرة على الاستذكار فيما بعد.
المجتمع التعليمي.. فضاء من تبادل الآراء والأفكار بشكلٍ حر وتفاعلي
يعتمد المجتمع التعليمي على فكرة الأسئلة التفاعلية مفتوحة النهاية والأطراف، والتي تكون غير مقيدة للمتدرب في أي خيارات محددة، فبإمكانه إطلاق العنان لخياله وأفكاره أو إجاباته الإبداعية، فضلًا عن تصفحه لبقية إجابات أقرانه والتفاعل معها، وبذلك يقود المتدرب تجربته التعليمية بنفسه، بشكلٍ أكثر استقلالية، وفي مشهد يأخذ بداخله مساحة ودور أوسع من المشاهد التعليمية التقليدية التي تعتمد على التلقين بدون مشاركة وبدون مساحة.
رأي المتدرب.. على قائمة الأولويات، والصوت مسموع دائمًا
آراء المتدربين بمثابة عامل هام من ضمن العوامل التي يجب وضعها في الاعتبار أثناء قياس جودة وتأثير البرامج التدريبية والرحلات التعليمية داخل أكاديميتك الرقمية، وجعل المتدرب صوته دائمًا مسموع، و كلماته موصولة في كل رحلة تعليمية وفي كل نقطة تماس مع النظام، تجعله يستشعر دائمًا أنه مركز ومحور التجربة التعليمية وأنه منخرط ومشارك بشكلٍ متواصل فيها، حتى في غير مواضع المعلومات والمحتويات المعرفية.
لم تجرب المنتج حتى الآن؟ انتقل من دور المشاهد إلى مقعد القيادة!
لم لا تجرب المنتج معنا الآن وتلحق بركب مُحدثي التغيير؟
يمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني:
Hala@Elham.Sa