مستقبل تدريب الموظفين في 2025 وما بعدها

الجديد في تعليم المنظّمات

نهج التعلم أثناء العمل

تتبع المنظّمات الكبرى نهج جديد في تدريب الموظفين يسهم في تعزيز المهارات الشخصية، وزيادة الوعي بالصحة النفسية في بيئة العمل، وحتى بناء مهارات أساسية مهمة للموظفين في الخطوط الأمامية. من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في النمو حتى عام 2025 وما بعده، مع تطور تجربة التعلم لتصبح أكثر سهولة وكفاءة. يعرف هذا النهج بالتعلم أثناء العمل.

طرح جوش بيرسن هذا المفهوم في عام 2018، وهو يقوم على فكرة إتاحة الفرص التعليمية للموظفين أثناء العمل. بمعنى آخر، يتم تقديم المحتوى التدريبي في الوقت المناسب ودون أن يُطلب من الموظفين التوقف عن أداء مهامهم الحالية.

في الواقع، لا يتعلق التعلم أثناء العمل بمجرد توفير تدريبات يسهل الوصول إليها. بل يتمثل في تمكين الفرق من الوصول إلى المعرفة التي يحتاجونها في الوقت المناسب تمامًا.

جوش بيرسن

 على مدار سنوات، كان على الموظفين البحث وقضاء ساعات في التدريب للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها. أظهر بحث قامت بها ماكينزي أن الموظفين يقضون في المتوسط 9.3 ساعات أسبوعيًا في البحث وجمع المعلومات. 

 "بمعنى آخر، توظف الشركات 5 موظفين لكن 4 منهم فقط يقومون بعملهم؛ في حين أن الخامس مشغول بالبحث عن إجابات ولا يسهم بأي قيمة".

 يهدف تمكين التعلم أثناء العمل إلى تقليل الضوضاء وزيادة إنتاجية القوى العاملة، من خلال التركيز على تزويدهم بما يحتاجونه للقيام بوظائفهم بشكل جيد.

"في المتوسط، لا يتجاوز وقت التعلم الرسمي لدى الموظف 24 دقيقة أسبوعيًا."

جوش بيرسن

يهدف التعلم أثناء العمل إلى استغلال هذا الوقت بفعالية لتقليل الفجوة بين التدريب والنتائج العملية.

المبادئ الأساسية للتعلم أثناء العمل

الارتباط بالسياق:

التعلم أثناء العمل يعتمد على السياق، حيث يحدث التعلم خلال أداء المهام اليومية، مما يعني أنه يرتبط بشكل مباشر بالمهمة أو المشروع أو التحدي الذي يواجهه الموظف. وهذا يعني أيضًا أن أي معرفة أو مهارات جديدة يتم اكتسابها يمكن تطبيقها فورًا.

مستمر:

تختلف أساليب التدريب التقليدية عن التعلم أثناء العمل بكونها عمليات ذات مدة محددة. تنتهي جلسات التدريب التقليدية بعد الإنتهاء من رحلة تعليمية أو اختبار محدد، وهناك عدد محدود من الدورات التي يمكن إضافتها إلى منصات التعلم. بينما يعد التعلم أثناء العمل عملية مستمرة، حيث توجد دائمًا مهام وفرص تعليمية جديدة.

عند الحاجة:

يتيح النهج القائم على التعلم أثناء العمل للموظفين الوصول إلى الموارد التعليمية والفرص في أي وقت يحتاجونها. هذا يتيح تجارب تعلم "في الوقت المناسب" تلبي الاحتياجات الفورية أو تسد فجوات المهارات والمعرفة.

التعلم التكيفيّ:

في بعض الأحيان، يتطلب العثور على المعلومات على منصة التعلم البحث المستمر واستكشاف الفئات المختلفة أو إجراء بحث. ولكن مع نهج التعلم أثناء العمل، يتم تخفيف هذا العبء من خلال إظهار المحتوى الملائم إلى المتعلمين استنادًا إلى سياق المهمة الحالية.

متكامل:

يتكامل هذا النهج بسلاسة مع سير العمل والأنظمة الحالية للمنظّمة. بمعنى آخر، الهدف هو إزالة الحاجة لتغيير البيئة أو تحويل التركيز للمشاركة في الأنشطة التعليمية.

أمثلة على تطبيق التعلم أثناء العمل

المبيعات: يمكن دمج التجارب التعليمية بسلاسة في سير عمل ممثلي المبيعات من خلال نظام إدارة علاقات العملاء (CRM). على سبيل المثال، قد يحتاج نقل "الصفقة" إلى مرحلة معينة مطالبة ممثل المبيعات بإكمال دورة تدريبية في التفاوض.

التجزئة: في بيئة التجزئة، يمكن ربط كل رحلة تعليمية برمز الإستجابة السريع . من خلال مسح هذا الرمز، يمكن للموظفين الوصول فورًا إلى معلومات المنتج، بما في ذلك مزايا المنتج أو مهارات لزيادة المبيعات. سيساعد هذا في تحسين رضا العملاء وزيادة الأرباح.

التأهيل الوظيفي: خلال تأهيل الموظفين الجدد، يمكن وضع رموز الاستجابة السريعة بشكل استراتيجي في أماكن العمل أو داخل المستندات ذات الصلة. يمكن أن يؤدي مسح هذه الرموز إلى الوصول إلى فيديوهات تعليمية، أو وحدات تفاعلية، أو أدلة رقمية تساعد الموظفين الجدد على التعرف على بيئة العمل وثقافتها.

سؤال الأسبوع

هل تعتقد أن التدريب على المهارات الناعمة أصبح أكثر أهمية من المهارات التقنية في ظل التطور الهائل للذكاء الإصطناعي؟

أهم المستجدات 

أمازون توفر  260 مليون دولار من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي

قال الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، آندي جاسي، أن مساعد الشركة الذكي Amazon Q ساهم في توفير 260 مليون دولار و4,500 سنة من عمل فريق التطوير من خلال تقليل الوقت اللازم لتحديث البرمجيات بشكل كبير.

على سبيل المثال، تحديث التطبيقات إلى Java 17 أصبح يستغرق بضع ساعات فقط بدلاً من 50 يومًا من خلال فريق التطوير. هذا الأداة الذكية ساهمت أيضًا في تحسين الأمان وخفض تكاليف البنية التحتية.

 أشار مات جارمان، الرئيس التنفيذي لخدمات أمازون ويب، إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يهيمن قريبًا على مهام البرمجة، مما سيغير بشكل جذري وظائف المطورين  بحلول عام 2025.

ترشيحات الاسبوع 

👨‍💻في كثير من الأحيان يركز فريق التطوير على بناء ثقافة داخل المنظّمة تركز على زيادة إنتاجية أصحاب الأداء المتدني وللأسف يؤثر هذا النهج بشكل سلبي على تعزيز كفاءة الموظفين بشكل عام.

فماذا عن بناء ثقافة تعزز من تواجد أصحاب الأداء العالي. يوضح هذا المقال الاستراتيجة اللازمة لبناء ثقافة تدعم الأداء العالي وترفع كفاءة كل الموظفين