لماذا تخسر الشركات أفضل المواهب رغم توفر الميزانيات؟

في العدد
- منهجية جديدة تتبعها المؤسسات لرفع كفاءة الموظفين
- لماذا تخسر الشركات أفضل المواهب رغم توفر الميزانيات؟
- ترشيحات الأسبوع
الجديد في تعليم المنظّمات
منهجية جديدة تتبعها المؤسسات لرفع كفاءة الموظفين
لم يعد مكان العمل كما كان. المؤسسات الرائدة اليوم تعيد تعريف مفاهيم العمل، والقيادة، وتطوير الموظفين، ليس فقط لمواكبة التغيّرات، بل لقيادتها.
في السابق، كان الموظف الجديد يُمنح كتيب إرشادات ويُطلب منه الاندماج سريعًا، وكانت المسميات الوظيفية تُحدّد المسار المهني بدقة، بينما كانت القيادة تُختزل في الإدارة والمتابعة.
لكن اليوم تغيّر كل شيء.
في تقرير حديث صادر عن Deloitte، نكتشف كيف أن المؤسسات الرائدة لم تعد تنتظر التغيير بل تصنعه.
1. التحول من الوظائف إلى المهارات
التركيز لم يعد على المسميات الوظيفية، بل على المهارات الفعلية التي يمتلكها الموظف.
كيف يتم تطبيق ذلك؟
من خلال تبنّي نماذج عمل مرنة ترتكز على المهارات، وتُسهّل إعادة توزيع الأدوار والموارد حسب أولويات العمل. هذا النموذج يتيح للمؤسسات بناء فرق متعددة المهارات، تستجيب سريعًا للتغيّرات، وتُحقق كفاءة أعلى في التنفيذ.
2. الذكاء الاصطناعي شريك لا بديل
الذكاء الاصطناعي التوليدي (مثل ChatGPT) يُعيد تشكيل المهام اليومية.
المؤسسات الناجحة لا تنتظر التغيير، بل تهيّئ موظفيها للتعامل الذكي معه. تبدأ بتدريب الفرق على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية، وتعزز ثقافة التعلّم المستمر لاكتساب مهارات المستقبل.
3. تجربة الموظف = ميزة تنافسية
الاهتمام بتجربة الموظف أصبح ضرورة استراتيجية وليس رفاهية.
المطلوب هو بيئة تعلم مستمرة، مرونة في العمل، وثقافة دعم تعزز الصحة النفسية والمهنية. ولتحقيق ذلك، تبدأ المؤسسات الذكية بتوفير منصات تعليمية تفاعلية، وسياسات عمل مرنة، ومسارات دعم واضحة تضمن توازن الأداء والرفاه الوظيفي.
4. القيادة الجديدة
القادة اليوم لا يُقاسون فقط بقدرتهم على الإدارة، بل بمرونتهم، ذكائهم العاطفي، ودورهم في دعم فرقهم خلال التغيرات.
لذا الحل في قائد مدرّب يجمع بين المهارات التقنية والإنسانية. ولتحقيق ذلك، تعتمد المؤسسات على برامج تطوير قيادي تركّز على الذكاء العاطفي، التفكير الاستراتيجي، واستخدام أدوات التكنولوجيا لدعم فرق العمل بفعالية.
دراسة Deloitte ترسم خارطة طريق للمؤسسات التي ترغب في مستقبل أكثر مرونة، ذكاءً، وتكيّفًا، الرهان الأكبر لم يعد على عدد الموظفين، بل على كيفية تطويرهم، دعمهم، وتسليحهم بالأدوات المناسبة.
التقرير يقدّم نموذجًا واقعيًا لمؤسسات تنجح دون ميزانيات ضخمة، فقط لأنها اختارت أن تُعيد تعريف طريقة العمل، وطبيعة القيادة، وفلسفة التعلّم داخلها.
سؤال الإسبوع
في رأيك ما هي أبرز المهارات الناعمة التي تحتاجها المؤسسات اليوم؟
أهم المستجدات
لهذه الأسباب تخسر الشركات أفضل المواهب رغم توفر الميزانيات؟
في مقابلة عمل، جلس أحد المرشحين على الطرف الآخر من الطاولة. لديه الحماس، والمهارات الأساسية، ودافع للتعلّم.
لكن قرار الشركة كان واضحاً، أنه لا توجد نية لاستقبال موظف يحتاج إلى فترة تدريب وتجهيز، والأولوية لشخص يمتلك المهارات المطلوبة مسبقًا.
هذا المشهد تكرّر كثيرًا، حتى كشفت دراسة حديثة أن السبب ليس في فجوة المهارات كما يُشاع، بل في فجوة أخرى أعمق: هي فجوة التدريب.
وفقًا لتقرير نشرته HR Dive، فإن 79٪ من الباحثين عن عمل يقولون إنهم لا تنقصهم المهارات تمامًا، بل يحتاجون فقط إلى فرصة تدريب ودعم حقيقي داخل الشركات.
و87٪ يؤمنون أن أفضل الشركات هي تلك التي توظّف الأشخاص بناءً على المهارات القابلة للتطوير، لا على الشهادات فقط.
أما المفاجأة الكبرى؟
90٪ من هؤلاء المرشحين قالوا إنهم مستعدون للبقاء فترة أطول داخل أي شركة توفّر فرص تعلم ونمو حقيقي حتى لو كانت الرواتب أقل.
في المقابل، أقرّ مسؤولون التوظيف بوجود أزمة حقيقية:
رغم أن 84٪ من المؤسسات لديها الميزانية الكافية لتطوير الموظفين، إلا أن أغلبها لا يمتلك خريطة واضحة لتقييم المهارات أو تطبيق برامج تدريب فعالة.
النتيجة؟
فجوة تتسع يومًا بعد يوم، بين ما يحتاجه السوق، وما يتم فعليًا تقديمه داخل المؤسسات.
ترشيحات الاسبوع
💡 كيف تتغيّر بيئة العمل؟ ما المهارات التي ستُطلب غدًا أكثر من اليوم؟
في هذا البودكاست، يناقش Jacob Morgan تحوّلات سوق العمل، وأدوار القيادة الجديدة، وكيف يمكن للمؤسسات أن تبقى مرنة وقادرة على التكيف مع عالم متغير.
💡هل تقليل أيام العمل يزيد الإنتاجية؟
في مقال نشرته مجلة Time يتم استعراض تجارب لشركات عالمية خفضت أيام العمل لأربعة فقط، ومع ذلك ارتفعت إنتاجيتها ورضا موظفيها.